الخطبة الأولى:العلاقة بين التقوى والزواج
عباد الله ..أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه وتعالى،واعلموا ان هنالك علاقة وطيدة بين الزواج والتقوى،ذلك لان الحاجة الجنسية والعاطفية عند الإنسان تستحوذ على كبير من طاقته النفسية الحيوية،وما لم يستجب الإنسان لهذه الحاجة بشكل سوي فان هذه الطاقة تتبدد،ويتعرض المرء الى توتر شديد،وينتج عن هذا التوتر المزيد من الإمراض الشخصية والاجتماعية والحضارية في مختلف المجالات،وهكذا ترى ان حضارات تبيد ومجتمعات تنهار،وشخصيات تتهاوى بسبب تخلف في معالجة الحاجة الجنسية والعاطفية.
من هنا نجد ان الاسلام أعطى اهتماما بالغا لقضية التزويج،ورسم القنوات والحدود الواضحة لاقامة علاقات جنسية وعاطفية بين الجنسين،واسبغ مسحة من القداسة على هذه العلاقة،وساوق بينها وبين الممارسات العبا دية من حيث الثواب بل أعطاها تفوقا وتميزا.
لذلك ليس غريبا القول ان العلاقة الزوجية المستقرة تؤكد بناء تقوى عميقة بداخل الزوجين،وان ترك التزويج أو التوتر في العلاقات الزوجية يؤثر على حصيلة التقوى عند المؤمنين،ويعوق علاقة الإنسان بربه.
الاسلام يحرض على إقامة العلاقات الزوجية.
في الوقت الذي نظر ت فيه بعض الفلسفات الى العلاقة بين الجنسين باعتبارها مسألة غير مهمة بل مدنسة عند البعض، نجد ان الاسلام أعطى هذه العلاقة اهتماما شديدا في نصوصه وتوجيهاته،وتشريعاته، وصنع ثقافة دفع للبناء الأسري العريض.
يقول تعالى: \”ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون\”
تقرر الآية المباركة ان العلاقة الزوجية موجبة للمودة والرحمة بين الجنسين، ولاشك ان الإنسان بحاجة ماسة الى الرحمة، ذلك ان الإنسان مخلوق جبل على الوقوع في الخطأ، لو لا ان تتداركه الرحمة الإلهية.
\”وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسؤ إلا ما رحم ربي\”
وفي النبوي المروي بين الفريقين، قال (صلى الله عليه وآله): (النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)
وعن الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) انه قال: (تزوجوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من احب ان يتبع سنتي،فان من سنتي التزويج).
وفي النبوي الشريف، انه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما بني بناء أحب الى الله عز وجل من التزويج).
وعن مكارم الأخلاق، عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: (يفتح أبواب السماء في أربع مواضع،عند نزول المطر وعند نظر الولد في وجه الوالد، وعند فتح أبواب الكعبة،وعند النكاح)
وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام: (ليس شيء مباح احب الى الله من النكاح، فإذا اغتسل المؤمن من حلاله بكى إبليس وقال:يا ويلتاه هذا العبد اطاع ربه وغفر ربه ذنبه).
وعنه،عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال:(المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب)
ولعل في ذلك إشارة الى ان الزواج يؤثر على الوظائف الحيوية عند الإنسان، فالنوم يختلف في درجة الإشباع بين المتزوج والأعزب، كما ثبت في الدراسات النفسية ان ما يراه النائم من أحلام يؤثر على واقعيته، ولربما تركه متوترا في النهار مما يؤثر على أدائه وفاعليته.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال لرجل يقال له عكاف:الك زوجة؟
قال:لا
قال(صلى الله عليه وآله):ألك جارية؟
قال:لا يا رسول الله.
قال(صلى الله عليه وآله): أفأنت موسر؟
قال: نعم
قال (صلى الله عليه وآله): (تزوج وإلا فأنت من المذنبين)
وفي رواية:(تزوج وإلا فأنت من رهبان النصارى)
وفي رواية:(تزوج وإلا فأنت من إخوان الشياطين)
وفي هذا الحديث إدانة نبوية واضحة للعزوف عن التزويج، وفي ذلك دلالة كبيرة على ان الاسلام يقدس العلاقة الزوجية، ويهتم ببناء الأسر.
وهناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي تذم العزوبة،وتقرنها بالنار.
وفي حديث واضح الدلالة في الربط بين الزواج والتقوى، بل يؤكد ان نصف التقوى في الزواج، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(من تزوج أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر)
يعلق الإمام الشيرازي على هذا الحديث في موسوعة الفقه قائلا: (ان المراكز المهمة في الجسد بالنسبة الى الاستقامة والانحراف: اللسان والبطن والفرج، ولذا ورد عنه (صلى الله عليه وآله):من وقى شر قبقبه ولقلقه وذبذبه فقد وقي الشر.
ومن المعلوم ان شهوة الجنس شديدة جدا، فهي تعادل النصف في مقام النصف الآخر الذي هو البطن والفم.
استحباب السعي لتزويج العزاب
فوق ما شجع الاسلام على التزاوج بين الجنسين شجع المجتمع على السعي لتزويج الغير متزوجين فيه وما ذلك إلا لان الزواج يؤثر على مستقبل المجتمعات البشرية، وتفشي ظاهرة الإحجام عن الزواج يؤدي الى انتشار المفاسد الاجتماعية التي تقود الى الانهيار.
ورد في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله):
(من عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما، زوجه الله ألف امرأة من الحور العين كل امرأة في قصر من در ياقوت وكان له بكل خطوة خطاها وبكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها صيام نهارها).
وعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام: قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: (افضل الشفاعات ان تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما).
وعن سماعة بن مهران عن الصادق عليه السلام: (من زوج اعزبا كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة).
وعن علي بن جعفر، عن أخيه موسى عليه السلام قال: (ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لاظل الاظله رجل زوج أخاه المسلم أو خدمه أو حفظ له سرا).
ثقافة خاطئة
رغم التحريض الشديد من قبل الاسلام على الزواج واعتباره من دواعي نمو التقوى بداخل الإنسان المؤمن، إلا أننا نلحظ في المجتمعات الإسلامية مجموعة من الظواهر المعوقة للزواج ومن ثم المانعة من نماء المجتمع المتقي. وهذا راجع للتداخل الحضاري بين المجتمعات الإسلامية والحضارة الغربية. وقد أخذت المجتمعات الإسلامية من نمط الحضارة الغربية في طرق المعيشة، مما أدى الى اختلال في نمط العلاقة بين الجنسين في المجتمعات الإسلامية. واخل بشكل كبير بمرونة إقامة العلاقات الزوجية.
في المجتمعات الغربية حين تغيرت نظرتهم للعلاقة الزوجية، تغيرت في ذات اللحظة نظرتهم للعلاقة بين الجنسين، فقد سمحوا للجنسين إقامة علاقة جنسية مبكرة في حرية تامة من دون أي التزام حياتي منهما تجاه بعضهما البعض. ومن ثم وجدوا حلا مريحا لتلبية الحاجة الغريزية عند الإنسان دون ملاحقة قانونية أو استنكار عرفي.
أما في المجتمعات الإسلامية فحين اخذوا بنمط الحياة الغربية فيما يتصل بالعلاقات الزوجية مما جعلها معقدة،لم يجدوا حلا للحاجة الغريزية عند الجنسين، مما اثر بشكل كبير على بناء التقوى في هذه المجتمعات.
لقد نتج عن هذا التداخل الحضاري ثقافة خاطئة في النظرة الى الزواج والأمور المتعلقة به .فقد تعقدت الخطوات الأولى في هذا السبيل، واصبح التأخير في الزواج هو المقبول اجتماعيا والتبكير مكروه وسادت ثقافة ان الزواج يؤدي الى الفقر،واصبحت التعددية في الزواج ممنوعة، ووضع على الزواج ألف قيد وقيد.
بينما الثقافة الإسلامية ترشد الى التسهيل في قضايا الزواج، وتعتبر ان أي تعقيد في طريقه هو تعقيد في نماء التقوى الاجتماعية.
لنستمع الى ثقافة الاسلام في بناء العلاقات الزوجية.
عن ابن قداح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل الى أبي فقال له:هل لك من زوجة؟
قال:لا
فقال أبي: ما احب ان لي الدنيا وما فيها، و أني أبت ليلة وليست لي زوجة، ثم قال: الركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير، ثم قال:تزوج بهذه،ثم قال أبي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اتخذوا الأهل فانه ارزق لكم،وقال:ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة اذا رآها سرته،و اذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله).
فإذا كان الناس يظنون ان الزواج سبب لقلة الرزق فان الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة ترشد الى ان الزواج مدعاة لسعة الرزق، ورد في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله): (من ترك التزويج مخافة العيلة ساء ظنه بالله عز وجل، ان الله عز وجل يقول:(ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: (من ترك التزويج مخافة العيلة، فقد أساء بالله الظن).
الأكثر من ذلك ان الاسلام يؤكد التعددية في الزواج قد تكون سببا لسعة الرزق، على عكس ما هو سائد من ثقافة مضادة للتعددية في الزواج. انه سبب للفقر.
يقول الإمام الشيرازي (قدس سره) بصدد هذا الموضوع:
(والمستفاد من الآية وبعض الأخبار انه ـ الزواج ـ موجب لسعة الرزق ففي خبر إسحاق ابن عمار،قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام:الحديث الذي يرويه الناس حق؟ان رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتى أمره صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرات؟
قال أبو عبد الله (عليه السلام):نعم هو حق، ثم قال (عليه السلام): الرزق مع النساء والعيال.
قال(قدس): وفي الحديث انه في كل مرة سمع أمر النبي (صلى الله عليه وآله) فتزوج مما يظهر انه تزوج ثلاث نساء.
وعن التبكير في الزواج، ورد في الحديث الشريف: (أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه:يا ويله، عصم مني دينه).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من سعادة المرء ان لا تطمث ابنته في بيته)
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعصمنا بتقواه وان يوفق شبابنا وشاباتنا للتزويج الميسر، ويجنبهم شرور الحياة.
الخطبة الثانية:رسالة زينب (عليها السلام)
مرت علينا ذكرى ولادة سيدتنا زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام، وجدير بنا ان نتوقف في هذا اليوم لنذكر أنفسنا بالرسالة العظيمة التي تحملتها هذه السيدة الطاهرة، وان نجعلها قدوة لنا نكمل المشوار الذي نذرت نفسها من اجله.
من هي زينب
أبوها علي (عليه السلام) وامها الزهراء ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من جمادى الأولى في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة،والنبي (صلى الله عليه وأله) هو الذي سماها زينب كما تشير الى ذلك الروايات، وهي أخت سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.
يكفيها مكانة ما ذكره النبي عنها وهو يتحدث عن أخيها الحسين عليه السلام إذ قال:
(أيها الناس هذا الحسين جده في الجنة وجدته في الجنة وأخواله في الجنة وخالاته في الجنة وأعمامه في الجنة وأختاه في الجنة وهو في الجنة..)
وعن مقامها العلمي يكفي فيها مقولة الإمام علي ابن الحسين السجاد(ع): (أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة).
لقد عرف عن زينب عليها السلام عمق خشوعها في العبادة حين تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى،ولم تترك العبادة المستحبة كصلاة الليل وتلاوة القرآن الكريم حتى في احلك الضر وف أصعبها،وهل هنالك ليلة اصعب من ليلة الحادي عشر من محرم حين وقفت على جسد أخيها الحسين (ع) مقطعا إربا إربا،وتلك المصائب المهولة التي مرت عليها، مع كل ذلك لم تترك عبادتها التي نشأت عليها منذ نعومة اضفارها.
وضربت مثلا رائعا في تقديم أبنائها في سبيل الله سبحانه وتعالى، فقد دفعت ابنيها محمد وعون للقتال بين يدي أبى عبد الله الحسين في كر بلاء واستشهدا سلام الله عليهما.
ولعلو شأنها في العالم الإسلامي تقاسم اكثر من مصر الادعاء بمدفنها فيه، فهي اليوم لها مقام في دمشق، وآخر في مصر، وقيل أنها دفنت في البقيع وقيل ان لها مقاما في الموصل.ولاشك ان كل أهل بلد يتشرفون بوجود مقام لها عندهم، لكن الأهم من مقاماتها الجغرافية مقاماتها في قلوب المؤمنين الذي رأوا فيها النموذج الرسالي المنقطع النظير.
دورها الرسالي
هنالك دوران مهمان للسيدة زينب عليهما السلام،وكلهما يصبان في المحافظة على استمرار رسالة الاسلام في أوساط الأمة التي هيمن عليها الأمويون وضللوهم في فهم معالم دينهم.
الأول: يتمثل في حمايتها للثورة العظيمة التي قام بها سيد شباب أهل الجنة أبو عبد الله الحسين (ع) إذ لو لا دورها في الإعلام عن هذه الثورة وتوضيح أهدافها لربما تحولت الى حادثة في طي النسيان ولربما استطاع بنو أمية بما لديهم من إمكانيات هائلة من التضليل ان يعتبروها مجرد تمرد على الدولة الإسلامية قمع كغيره من التمردات.وغالبا ما يتم الحديث عن هذا الدور لهذه السيدة الجليلة.
الثاني:وهو الدور الأهم بالنسبة لرسالة زينب (عليها السلام) وهو ما ينبغي لمحبي زينب مواصلة العمل عليه،وهو نشر المعالم الصحيحة للإسلام كما بشر بها النبي (صلى الله عليه وأله) وأبوها أمير المؤمنين عليه السلام وعمل الآخرون على تغيير معالمه.من هنا رأينا زينب عليها السلام تتفانى في الدفاع عن الإمام زين العابدين، لانه كان الأمل الوحيد المتبقي من أهل البيت بعد ما قتلوا جميعهم في كر بلاء.
وهنا انقل لكم ما لفت النظر إليه العالم المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية وهو يشير الى هذا الدور من خلال ما كتبه عالمان أزهريان عن تعامل كتب الحديث عند التيار الرسمي في المسلمين.
قال:قال الشيخ محمود أبو رية وهو خريج الأزهر في كتاب (أضواء على السنة المحمدية):
(ولد علي قبل البعثة بنحو عشرين سنة،وتربى في حجر النبي وعاش تحت كنفه قبل البعثة، وظل معه الى ان انتقل الى الرفيق الأعلى، ولم يفارقه أبدا لا في سفر ولا في حضر،وهو ابن عمه وزوج ابنته فاطمة الزهراء، وشهد المشاهد كلها سوى تبوك…هذا هو علي الذي لوكان قد حفظ كل يوم عن النبي،وهو الفطن اللبيب الذكي ربيب النبي حديثا واحدا،وقد قضى معه رشيدا اكثر من ثلث قرن، لبلغ ما كان يجب ان يرويه حوالي 12الف حديث على الأقل،هذا اذا روى حديثا واحدا في كل يوم،فما بالك لو كان قد روى كل ما سمعه، ولقد كان له حق في روايتها ولا يستطيع أحد ان يماري فيها ولكن لم يصح عنه كما جاء بكتاب الفصل إلا نحو خمسين حديثا لم يحمل البخاري ومسلم إلا نحو عشرين حديثا..)
ونقل عن الشيخ محمد أبو زهرة وهو من كبار شيوخ الأزهر والمؤلفين المعروفين، قال في كتاب (الإمام الصادق):
(يجب علينا ان نقرر هنا ان فقه علي وفتا ويه وأقضيته لم ترو في كتب السنة ..وكان اكثر الصحابة اتصالا برسول الله(صلى الله عليه وأله)، فقد رافق الرسول وهو صبي قبل ان يبعث واستمر معه الى ان قبضه الله تعالى، ولذا يجب ان يذكر له في كتب السنة أضعاف ما هو مذكور فيها.وإذا كان لنا ان نتعرف السبب الذي من اجله اختفى عن جمهور المسلمين بعض مرويات علي وفقهه،فنا نقول: انه لابد ان يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من أثار علي في القضاء والإفتاء، لانه ليس من المعقول ان يلعنوا عليا فوق المنابر،وان يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه،وينقلون فتاويه وأقواله للناس، وخصوصا ما كان يتصل منها بأساس الحكم الإسلامي…ان عليا قد استشهد وترك وراءه من ذريته أبرارا أطهارا كانوا أئمة في علم الاسلام).
ثم يقول الشيخ مغنية،بعد التأكيد على كلام الشيخين، وان علم علي عليه السلام بقي عند أبنائه وذريته، وهو يشير الى الدور العظيم لسيدتنا زينب عليها السلام بهذا الصدد:
(قتل الأمويون سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وقتلوا أبناء الحسين، ولم ينج منهم إلا زين العابدين، والفضل في نجاته من القتل للسيدة زينب،دفعت عنه شمرا في كر بلاء وابن زياد في الكوفة حيث أمر بقتله،فتعلقت به السيدة،واعتنقته قائلة:والله لا أفارقه،فان قتلته فاقتلني معه،فنظر ابن مرجانة إليهما ساعة،ثم قال:عجبا للرحم..والله اني لاظنها ودت اني قتلتها معه،دعوه ..)
كلا ،ليست المسألة مسألة رحم، وكفى، ولا مسألة حب وعطف فقط،إنها اعمق وابعد من ذلك التفكير، إنها الخوف على دين الله وعلوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الضياع، لقد استماتت السيدة دون الإمام زين العابدين، لانه حلقة الاتصال بين الحسين وبين الإمامين الباقر والصادق اللذين أشاعا علوم محمد وعلي…
إذن عباد الله ..ان للسيدة زينب علبها السلام فضلا كبيرا علينا اليوم معاشر المسلمين، ولا نرد لها هذا الفضل إلا عبر العمل على تحمل رسالتها في هذا العصر في نشر علوم جدها رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
أسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا الى ذلك انه سميع مجيب.