سبق وان ذكرت أن سلم الناجحين في القرآن الكريم يتوزع على أربع مجموعات، واحدة في الطرف السلبي من السلم وهم الذين لا نصيب ولا أمل لهم في النجاح ما لم يبرحوا الطريقة التي يعتمدونها في سبيل النجاح، وهم الذين تم الكلام عنهم في خمس حلقات ماضية، وهم الظالمون، والسحرة المخادعون، والمجرمون، والكافرون، والكاذبون.

ومع الطرف الايجابي في السلم نلتقي أولا مع المرشحين للنجاح في حياتهم، الذين يعتمد نجاحهم على جديتهم وجدارتهم في مواصلة هذا الدرب، غير ذلك فان حظوظهم في النجاح قد تتراجع، فيلتحقون بالمجموعة الأولى.

تقابلنا اثنا عشر آية ترش النور في درب الذين يريدون التعرف على طريق النجاح، وسلك مناهجه، وفيما يلي عرض للآيات المباركات، على أن نقوم بالخوض في تفاصيلها في مقالات قادمة إن شاء الله.

1/قوله تعالى:\”يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون\” 189/البقرة.

2/قوله تعالى:\”يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون\” 130/آل عمران.

3/قوله تعالى:\”يأيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون\” 200/آل عمران.

4/قوله تعالى:\”يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون\” 35/المائدة.

5/قوله تعالى:\”يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب وألأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون\” 90/المائدة.

6/قوله تعالى:\”قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون\” 100/المائدة.

7/قوله تعالى:\”أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا ءالآء الله لعلكم تفلحون\” 69/الأعراف.

8/قوله تعالى:\”يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون\” 45/الأنفال.

9/قوله تعالى:\”يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون\” 77/الحج.

10/قوله تعالى:\”وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون\” 31/النور.

11/قوله تعالى:\”فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين\” 67/القصص.

12/قوله تعالى:\”فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون\” 10/الجمعة.

المتأمل في الآيات المباركات يجد أنها تتحدث عن ضبط حركة في سلوك المؤمنين أو غيرهم من أجل أن تنتهي خطواتهم بالنجاح، وتجد أن صور التحرك تتعدد من الدخول في الأمور من بواباتها الطبيعة، مرورا بالتعامل الاقتصادي الصحيح، فالصمود في المواقف لنيل النصر، فالبحث عن الوسيلة الفضلى في أي انطلاقة في الحياة، فالتركيز على ترك ما يشتت الجهد ويضيع الهدف، فالتأكيد على التمسك بالحقائق لا المظهريات الزائفة، والعمل الدائم على فعل الخير، فالتزام الطهارة في العلاقة بين الجنسين، إضافة إلى ضرورة الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى والمحافظة على التقوى.

ولفهم أفضل للأضواء التي ترشها هذه الآيات المباركات في طريق النجاح، لابد من التأمل في كل آية من آياتها، ومراجعة ما يقوله المفسرون فيها، سيما مع ارتباط بعضها بأسباب نزول محددة، يفيدنا معرفتها في كشف أعظم الإنارة فيها، لنضع أرجلنا على السلالم الأولى للنجاح.