إضاءات قرآنية في طريق النجاح (25) – المتصاعدون في النجاح


في سلم النجاح هنالك طائفة على أعتاب هذا السلم، وهم الذين يتوقع لهم الاستفادة من بعض المواقف والحالات والإمكانيات للارتقاء في هذا السلم، لكنهم أيضا قد لا يصعدون حين لا يدعمون الموقف الذي هم فيه بعناصر النجاح الأخرى، وهؤلاء هم الذين تحدثت عنهم الآيات الكريمات التي تنتهي بقوله تعالى:\”لعلكم تفلحون\”وقد تركز الحديث عنهم في الثلاث عشرة مقال الماضية.

أما المتصاعدون في النجاح فهم الذين يقول عنهم القرآن الكريم:\”أولئك هم المفلحون\”، وهؤلاء هم الذين تحولت عندهم عادات النجاح وممارسته إلى عمل يومي، ومن ثم أصبحت طريقة تفكيرهم في الحياة تقودهم بشكل تلقائي إلى النجاح، فتراهم يتصاعدون من تفوق إلى آخر، وحين يكونون في صدارة المجتمع يحرزون الانتصار تلو الانتصار، وسوف نجد من خلال تتبع الآيات القرآنية التي تتحدث عنهم، أنهم قد تلبسوا بصفات الناجحين في الحياة لدرجة عدم القدرة على التفريق بينهم وتلك الصفات، وأكاد اجزم أن أي ناجح في الحياة سيجد نفسه يلتقي مع هؤلاء في طراز تفكيرهم ونظرتهم للحياة.

إذن لنتابع أولا في هذا المقال الآيات المباركات التي تتحدث عن هؤلاء المتصاعدين في النجاح، ثم في مقالات مفصلة نركز الضوء على صفاتهم وحالاتهم وممارساتهم العملية ومواقفهم، صفة صفة، وحالة حالة، وممارسة ممارسة، وموقف موقف.

1/قوله تعالى:\”الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقونوالذين يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنونأولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون\” 5، 4، 3/البقرة.

2/قوله تعالى:\”ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون\” 104/آل عمران.

3/قوله تعالى:\”والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون\” 8/الأعراف.

4/قوله تعالى:\”الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون\” 157/الأعراف.

5/قوله تعالى:\”لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون\” 88/التوبة.

6/قوله تعالى:\”فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون\” 102/المؤمنون.

7/قوله تعالى:\”إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون\” 51/النور.

8/قوله تعالى:\”فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون\” 38/الروم.

9/قوله تعالى:\”الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقون*أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون\” 4، 5/لقمان.

10/قوله تعالى:\”لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون\” 22/المجادلة.

11/قوله تعالى:\”والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون\” 9/الحشر.

12/قوله تعالى:\”فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون\” 16/التغابن.

والملاحظة الأولية على هذه المجموعة من الآيات أن الفعل المستخدم فيها للتعبير عن المتصاعدين في النجاح الذين تشير لهم الآيات بقوله تعالى \”أولئك هم المفلحون\”، هو الفعل المضارع، أو الماضي، وهو ما يعني ممارسة يومية كان يقوم بها هؤلاء أو لا يزالون قائمين عليها، ونحن على علم من خلال النتائج التي توصل إليها علم النفس، أن الممارسة اليومية لأي سلوك لا تقف عند حدود ذلك السلوك بل تتجاوزه لصناعة عادات بتأثير التكرار في الممارسة. والعادات التي يحصل عليها هؤلاء هي عادات الناجحين، وهذا ما سنحاول الإشارة إليه في تفاصيل هذه الممارسات في المقالات القادمة إن شاء الله.

,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *