خطبة الجمعة ليوم 31/03/2000


الخطبة الأولى
تحكم في غصبك، تعمق علاقتك بالله

الخطبة الثانية
بيان الحسين في زمن العولمة

‘,’

الخطبة الأولى: تحكم في غصبك، تعمق علاقتك بالله

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله .
وأعلموا أن من التقوى تعقيل الفعاليات النفسية، وبمقدار ما نعقل الفعاليات النفسية عندنا بمقدار ما نعمق علاقتنا بالله سبحانه وتعالى.
وقد سبق الحديث عن كيفية تعقيل الهوى باعتباره من اخطر الفعاليات النفسية عند الإنسان وكذلك عن كيفية تعقيل الخوف حتى لا يتحولان الى معوقات في مسيرة المؤمن في طريق تعميق علاقته بالله سبحانه وتعالى.
وان من الفعاليات النفسية التي يمكن لها ان تعوق عملية تعميق العلاقة بالله سبحانه وتعالى أو تيسرها ان وظّفت بشكل صحيح، فعالية الغضب.
فالغضب: تلك الفعالية النفسية التي ينفعل بها الإنسان، فتدفعه للقيام بأفعال وأقوال لا يقدم عليها عادة في الأوقات الاعتيادية، وهو قد يكون ممدوحا وقد يكون مذموما.
والممدوح منه ما كان معقلا، ومن أنواعه الشجاعة والغيرة، وهما مطلوبان في حياة الإنسان، ومهمان لمستقبله في الدنيا والآخرة.
والغضب المذموم هو ما يكون فيه إفراط أو تفريط، أما الإفراط فهو حين يخرج الغضب عن حدود التحكم، و أما التفريط فحين لا يبال الإنسان لما يحدث حوله، ويعتبر كل ذلك لا يستحق منه التوقف والمجابهة.
وقد تركزت الأحاديث النبوية وروايات أهل البيت (ع) على ذم الغضب الذي يخرج عن حدود السيطرة والتحكم، لما يسببه من نتائج بالغة السوء على الإنسان فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال:
\”الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل\” 1جامع السعادات ج1ص288.
وقال الصادق (ع):
\”أي شيء أشد من الغضب؟\”
ان الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم الله ، ويقذف المحصنة \”2 المصدر.
وعن الباقر عليه السلام:
\”ان الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار\” 3 المصدر.
وعن علي (ع) قال:
\”إياك والغضب فأوله جنون، وآخره ندم\” 4 موسوعة الإمام علي في الأخلاق ص372
وقال:\” الغضب نار موقده من كظمه أطفأها، ومن أطلقه كان أول محترق بها\” 5 المصدر
وعن الصادق (ع):\”الغضب مفتاح كل شر\” 6جامع السعادات ص289
وقال:\”الغضب ممحقة لقلب الحكيم\” 7المصدر
كل هذه الأحاديث والروايات لتؤكد لنا أيها الأحبة أن الغضب خطر على تعميق التقوى بداخلنا، ومن ثم فلا بد لنا من تحويله الى طاقة إيجابية تنفعنا في مسيرتنا الإيمانية،و لايتم ذلك إلا بتعقيل الغضب، فكيف نستطيع ذلك؟!
حتى نستطيع ذلك، يلزمنا أن نعرف ثلاثة أمور عن الغضب:
أولا: الغضب عادة نفسية، كأي عادة أخرى، تعودناها بالممارسة لأنها تفرج بعض الاحتقان النفسي عندنا، ومن الممكن أننا قد تعلمناها صغارا من خلال التقاط ما يصدر من آبائنا وأمهاتنا والبيئة المحيطة من استجابة \”ردود فعل\” لما يواجههم من إثارات. وهذا يعني أننا كما تعودنا ـ ولو من دون إرادتنا ـ على هذه العادة السيئة فان بإمكاننا أن ندرب أنفسنا على التخلص منها، لكن التخلص من أي عادة بحاجة الى ثلاثة أمور:
1/إرادة التخلص من \”عادة الغضب\”.
2/زمن ليس بالتقصير للتخلص من هذه العادة، كما أنها ترسخت في زمن طويل.
3/الصبر على ذلك، عبر برنامج يستهدف التخلص من عادة الغضب.
قال أمير المؤمنين (ع) بهذا الصدد:
\”لا تسرعنّ الى الغضب فيتسلط عليك بالعادة\” 8 موسوعة الإمام علي في الأخلاق ص373

ثانيا: أن هنالك مستويين للغضب
المستوى الأول، وهو مستوى بدائي أولي، يمر به كل إنسان، وهو التردد والانفعال الذي يستجيب له الإنسان حين توجه إليه إثارة من أي نوع كانت، فقد تكون الإثارة سارة أو ضارة، وفي حالة الغضب تكون الإثارة ضارة، إذ يشعر فيها المرء أن إهانة وجهت لذاته. فحدث تغير فسيولوجي بداخله وهذا ما يسميه القرآن الكريم بالغيظ.
وما يحدث بجسدنا من تغيير حين توجد إثارة ضارة إلينا تثير الغيظ، أننا نستقبل هذه الإثارة بإحدى وسائل الحس، كالعين أو الأذن أو الجلد أو غيرها، وهذه الوسائل الحسية ترسل عبر المواصلات العصبية إشارة للمخ فيقوم المخ بترجمتها، واعطائها معنى، فإذا كانت مغيظة \”حسب ما يعطيها الإنسان من معنى\” فان المخ يرسل إشارة الى الغدد الكظرية \”الغضبية\” فتفرز هرمونا ينزل مباشرة في الدم، ليغير التركيب الكيميائي له، ومن ثم ينتشر الدم حاملا هذا الهرمون في كافة أنحاء الجسد، فتنعكس الاستجابة على كل أوصال الإنسان، فتنتفخ أوداجه، ويندفع الدم بشدة الى منطقة الرأس ضاغطا على المخ من جديد ليصدر إشارات للسان أو أطراف الجسد الأخرى للتعبير عن الرد على هذه الإثارة.
والمستوى الثاني: حين لا نوقف هذا الغيظ، أو لا نجسد قوله تعالى \”والكاظمين الغيظ\” فان الغضب يستقر في جسد الإنسان، ويبدأ في السيطرة عليه، وهنا يصعب التحكم في ما يمكن أن يصدر من الإنسان من ردود أفعال، فقد يشتم أو يضرب أو يقتل.
وكما يقول الإمام الصادق (ع):
\”من لم يملك غضبه لم يملك عقله\” 9جامع السعادات.
ويقول الإمام علي (ع):
\”الغضب عدو فلا تملكه نفسك\” 10الموسوعة ص373

ثالثا: لابد أن نعرف أن الغضب مرض
وهذه المعرفة توجب علينا السعي لعلاجها وان من المكابرة ان يكون الإنسان دائم الغضب والانفعال، ولا يفكر في علاج نفسه، وفي العلاج قد يستطيع الإنسان علاج نفسه بنفسه حين يمتلك إرادة ذلك، ويضع له برنامجا يلتزم به.
وقد يحتاج للاستعانة بخبير نفسي فيتخلص من هذا المرض.
قال الإمام الباقر (ع) \”ان هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وان أحدكم اذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فان رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك\”11السعادات ص288
وان أولى خطوات العلاج من الغضب تكمن في إزالة أسبابه أي تغيير معنى الإثارة التي توجه للإنسان أو بالصمت عن الإثارة.
يقول الإمام علي (ع):
\”داووا الغضب بالصمت\” 12 موسوعة الإمام علي في الأخلاق.
وأن يتذكر الإنسان، انه يصبح كما الإنسان الآخر الذي يغضب، انظر الى ملامح زوجتك، أو أخيك أوحتى الطفل الصغير ـ حين يغضب ـ تأكد أنك تصنع كما يصنعون، ولا تتحكم في نفسك كما انهم لا يتحكمون.
وليتذكر المرء عند الغضب، أن هنالك من هو أقدر على الغضب عليه منه على الآخرين، وهو الله سبحانه وتعالى.
فعن الصادق (ع):
\”أوحى الله تعالى الى بعض أنبيائه، يا أبن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي، ولا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فان انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك\” جامع السعادات ج1ص291
اللهم أعنا على أنفسنا بما تعين به الصالحين على أنفسهم.

الخطبة الثانية: بيان الحسين في زمن العولمة

عباد الله ..
في أقل من أسبوع ستطل علينا السنة الهجرية الجديدة، حسب ما تعارف على ذلك المسلمون في تورختهم للزمان.
وبإطلالة العام الهجري الجديد، تتجدد علينا ذكريات أعظم حدث وقع في تاريخ المسلمين بعد وفاة النبي (ص) انه ذكرى استشهاد أبي الأحرار، وسيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين بن علي عليهما السلام .
الحسين ابن علي الذي أراد له الاسلام \”الله سبحانه وتعالى\” أن يكون الضمانة لاستقامة أخر الرسالات السماوية في ضمائر البشر.
فقد ولد الحسين وولدت معه أنباء شهادته في كر بلاء. ليكون واضحا لدى جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه الزهراء وأخيه المجتبى، ويكون واضحا عنده هو أيضا، أنه شهيد هذه الأمة ومنقذها.
في الرواية عن أسماء بنت عميس:
قالت: لما ولدت فاطمة الحسين (ع) نفستها به فجاءني النبي (ص) فقال: هلم ابني يا أسماء. فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن \”أذن في اليمنى وأقام في اليسرى\”.
قالت \”وبكى رسول الله(ص) ثم قال: انه سيكون لك حديث، اللهم العن قاتله، ثم التفت إلي وقال: لاتعلمي فاطمة ذلك\”
ثم في اليوم السابع \”أخذه ووضعه في حجره ثم قال: ياأباعبد الله عزيز علي\” ثم بكى \”فقلت: بأبي أنت وأمي\” فعلت في هذا اليوم، وفي اليوم الأول فما هو\” أي مما بكاؤك، قال: ابكي على ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة\”1 بح ج 44ص251
وكما اطلعت أسماء بنت عميس على مستقبل الحسين من النبي (ص) كذلك السيدة الزهراء (ع) على علم بذلك، فقد ورد في الرواية أنها عليها السلام، كرهت الحمل بالحسين، كما كرهت وضعه، لأنها تتألم لتلك اللحظات الصعبة التي سيمر بها هذا الوليد. لكن النبي (ص) طيب خاطرها حين كشف لها عن الدور العظيم الذي ينتظر الحسين (ع) في تعديل مسار الاسلام في واقع الأمة، ومن ثم الموقع المرموق لسيد الشهداء في الجنة، له وللشهداء معه والسائرين على نهجه .
وان المصادر التاريخية لتؤكد أن الحسين (ع) كان على علم من خلال جده النبي (ص)وأمه الزهراء وأبيه علي وأخيه الحسن، ومن خلال النظام المعرفي الخاص الذي خص به أئمة أهل البيت(ع)، كان على علم باليوم الذي يستشهد فيه والأرض التي يسفك دمه الطاهر عليها، بل وحتى الساعة التي يقتل فيها، وقد أعطى لأم سلمة قارورة بها تراب من كر بلاء، وأشار إليها كيف ستعرف لحظة شهادته.
وقال في مكة \”خير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء\”
إذن ولد الحسين عليه السلام، وولد معه مشروعه لإنقاذ أمة محمد (ص) من التضليل وقد قال في بداية حركته:
\”أنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وانما خرجت لطلب ألا صلاح في أمة جدي\”
وقال حين حط بركبه في كر بلاء، وهو يقترب منه أيام شهادته:
\”ألا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة يأب الله لنا ذلك، ورسوله، وحجور طابت وجدود طهرت، على أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام\”
والحق انه لامتحان عظيم، امتحان التضحية في سبيل الله، وامتحان العزة، وامتحان الكرامة. وكما نجح نبي الله إبراهيم، في تقديم حبه لله، على حبه لابنه المأمول إسماعيل، نجح الحسين (ع) في امتحان اعظم.

ما كان قربان الخليل نظير ما قربته كلا ولا ذي النون
هذي رجالي في فداك ذبائح ما بين مسلوب وبين طعين
رأسي وأرؤس اخوتي مع نسوتي تهدى لشرك في الظلال مبين

وبهذا النجاح، كتب سيد الشهداء (ع)، حديث جده المصطفى بمداد دمه، واثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن التعرف على النبي (ص) دون المرور بالحسين، تعرف ناقص.
فقد قال النبي (ص):
\”حسين مني وأنا من حسين\”
\”أحب الله من أحب حسينا\”
أيها الأحبة المؤمنون.. ونحن نتوقف على بوابة عاشوراء، دعونا نتساءل، ما الذي يمكن للحسين أن يقدمه لنا بعد ألف وثلاث مائة وواحد وستين عاما؟! سيما وأننا نجد الكثير من الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، تأخذ بأعناقنا للاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة، بأرقى الطرق والأساليب، بما في ذلك التفاعل العاطفي:
فقد ورد عن الإمام الرضا (ع):
\”فعلى مثل الحسين فاليبك الباكون\”
ونقل عن الإمام الباقر (ع) \”وليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء عليه بعضهم بعضا في البيوت، وليعز بعضهم بعضا بمصاب الحسين، فأنا ضامن على الله لهم اذا فعلوا ذلك أن يعطيهم ثواب الفي ألف حجة وعمرة وغزوة مع رسول الله (ص) والأئمة الراشدين (ع).\”

كل ذلك يجعلنا نطرح بجد على الحسين (ع) ما الذي يمكن له أن يقدم لنا بعد هذه السنين المديدة؟!
لاشك أن ما يقدمه لنا الحسين (ع)، هو ما أراد كافة الأنبياء تقديمه للبشرية، وهو الرسالات السماوية، البعيدة عن التوظيف الأيديولوجي من قبل البشر، ذلك لأن أقدس ما يمكن للناس التمسك به، هو هذه الرسالات التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على أنبيائه العظام، أراد للبشرية أن تهتدي بنهجها وتسير وفق تعاليمها. لكن الرغبة التجارية البحتة عند بعض الناس، والبعيدة عن القيم الدينية والأخلاقية، تجعلهم ـفي لحظات الغفلة عند جموع البشرية ـ تجعلهم قادرين على توظيف هذه المقدسات لصالح الكسب النفعي التجاري الدنيوي.
وبذلك تتحول تعاليم السماء الى معوقات في طريق السمو الحضاري، والعمارة الإيمانية على الأرض، وهو خلاف ما أنزلت من اجله. وهذا ما وقع للأسف على كافة الديانات.
هذا ما صنعه أحبار اليهود مع ما جاء به موسى عليه السلام، فقد جعلوا من أنفسهم، سادة وكافة البشرية عبيدا لهم.
وهذا ما صنعه القساوسة، حين أذاقوا الناس العذاب باسم الله والابن والروح القدس، وهذا ما حاول عمله بنوا أمية، على يد معاوية ابن أبى سفيان، وابنه يزيد، فجاء الحسين (ع) ليوقف كافة التوظيفات الأيديولوجية للديانات، وسيما خاتمها الاسلام. ويقول لنا اليوم ..
ان ما يمكن للبشرية أن تسمو به، في التواصل العالمي وتقنية المعلومات المتقدمة، وتحول الكرة الأرضية الى قرية صغيرة، انه يتمثل في عولمة دينية، توحد الله سبحانه وتعالى، ويناضل فيها القوى من أجل الضعيف، ويجاهد فيها الموفر من أجل المحروم، وينفق فيها الغني من أجل الفقير.
أما العولمة التي تسود اليوم، فهي عولمة التجار، وعولمة الاستكبار، هي العولمة التي ترتفع فيها أرباح المتاجرة بجهد الأطفال، وأجساد النساء، وعرق المحرومين، هكذا تؤكد التقارير الدولية عن عولمة القرية الصغيرة.
وهذه العولمة، هي التي توظف المقدسات، لصالح الأرباح، فحتى الديانات السماوية الكبرى، معرضة في هذه العولمة للتوظيف التجاري.
ولن نجد منقذا يخلص البشرية من يزيد العولمة، إلا بحسين النبي محمد (ص).
وهذا أكبر عطاء يقدمه سيد الشهداء الذي تحول اليوم الى ظاهرة عالمية، يحي ذكراه في كافة أرجاء العالم. من هنا أيها الأحبة، فان الإحياء الحقيقي لذكرى عاشوراء، يفرض علينا، أن ننفتح بالحسين على عالم المحتاجين، وعالم المحرومين وعالم المستضعفين. الأمر الذي يتطلب منا أن نجدد في أساليب الإحياء، بما يتناسب والتطور في كافة الأصعدة.
لاشك أن الإبقاء على الشعائر الحسينية التقليدية، مسألة في غاية الأهمية، إذ أثبتت عبر تأريخ التفاعل مع ثورة الحسين (ع) قدرتها على التأثير البالغ في الأجيال. لكن من الأهمية بمكان أيضا، أن تنفتح الشعائر الحسينية على أساليب جديدة تجعل الحسين حاضرا في كل قلب وكل ضمير، وتخاطب وجدان العالم في كل مكان. وهذا دور يتحمله كافة محبي الحسين، والمنادين في كل أيام عاشوراء، بل وكل الأيام، \”يا ليتنا كنا معك يا أبا عبد الله\”.
استغفر الله لي ولكم .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *